الألم العضلي الليفي أو ما يُعرف أيضًا بالفيبروميالجيا هو حالة مزمنة تتميز بوجود آلام واسعة في العضلات والأربطة والأوتار، وغالبًا ما تترافق مع مجموعة من الأعراض الأخرى. يعتبر هذا الاضطراب غير مفهوم تمامًا، حيث لا يوجد سبب محدد وراءه، مما يجعل تشخيصه تحديًا نظرًا لتشابه أعراض هذه الحالة مع مشاكل أخرى. على الرغم من عدم وجود علاج نهائي، إلا أن هناك استراتيجيات متنوعة لإدارة الأعراض وتحسين جودة الحياة.
يذكر لنا الدكتور يوسف سرحان استشاري الطب الطبيعي والتأهيل واستشاري جراحة العظام والمفاصل أهم أعراض الألم العضلي الليفي في هذا المقال.
ما أعراض الألم العضلي الليفي؟
يشعر المُصاب بشكلٍ عام بألم في جميع أنحاء الجسم وقد يتميز الألم بما يلي:
- ألم وحرقة وارتعاش في العضلات، أو الشد العضلي.
- ألم في الذراعين والساقين والرأس والصدر والبطن والظهر والأرداف والمثانة والحوض.
- الشعور بألم أو حارق أو نابض في الجسم.
- ألم في الوجه أو عضلات الفك في أو بالقرب من الأذنين.
- أوجاع في البطن والانتفاخ والغثيان والإمساك والإسهال وهذا قد يُشير إلى متلازمة القولون العصبي.
- خدران أو وخز في الذراعين والساقين.
- الصداع المتكرر، بما في ذلك الصداع النصفي.
تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- جفاف الفم والأنف والعينين.
- الحساسية للبرد أو الحرارة أو الضوء أو الصوت.
- التبول بشكل متكرر.
- تصلب العضلات أو المفاصل.
- صعوبة في تحريك الفك أو الشعور النقر والفرقعة عند فتح وإغلاق الفم.
- انقطاع النفس أثناء النوم.
- متلازمة تململ الساقين.
- تهيج العين.
- عدم وضوح الرؤية.
- إرهاق شديد أو تعب شديد
- مشاكل في التركيز والتذكر.
- الأرق أو عدم النوم جيدًا.
- الشعور بالتوتر أو القلق أو الاكتئاب.
اقرأ أيضًا: هل يمكن الشفاء التام من خشونة الركبة؟
محفزات الألم العضلي الليفي
من غير الواضح السبب الرئيسي للألم العضلي الليفي، وبالتالي فإن المحفزات قد تكون غير محددة أيضًا، ولكن بشكلٍ عام فإن التوتر قد يزيد من احتمالية تفاقم الألم العضلي الليفي.
قد تشمل المحفزات بشكلٍ عام ما يلي:
- التوتر العاطفي.
- التغيرات الكبرى في الحياة التي تغير من الروتين اليومي.
- حدوث تغيرات في الأكل.
- سوء التغذية.
- التغيرات في الهرمونات.
- عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو النوم في أوقات مختلفة.
- تغيرات في الطقس أو الموسم.
- أمراض أو عدوى أخرى.
- بدء تناول أدوية جديدة لحالة أخرى.
- تغيير نظام علاج الألم العضلي الليفي.
ما هي عوامل الخطر للإصابة بالألم العضلي الليفي؟
تشمل عوامل خطر الإصابة بالألم العضلي الليفي ما يلي:
- العمر: الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا هم أكثر عرضة للإصابة بالألم العضلي الليفي. ولكن بالرغم من ذلك يُمكن أن يؤثر على أي شخص، بما في ذلك الأطفال.
- الجنس: فالإناث أكثر عُرضة بمرتين من الذكور للإصابة بالألم العضلي الليفي.
- الأمراض المزمنة: الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل هشاشة العظام والاكتئاب واضطرابات القلق وآلام الظهر المزمنة ومتلازمة القولون العصبي هم أكثر عرضة للإصابة بالفيبروميالجيا.
- العدوى: يصاب بعض الأشخاص بالألم الليفي العضلي بعد الإصابة بعدوى، وخاصة إذا كانوا يعانون من أعراض شديدة.
- الصدمات: الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة جسدية أو إصابة خطيرة أحيانًا قد يُعانون أيضًا من الألم الليفي العضلي.
تشخيص الألم العضلي الليفي
قد يحتاج تشخيص الألم العضلي الليفي بعض الوقت، لأن أعراضه عادًة ما تتشابه مع أعراض حالات صحية أخرى، مثل:
- قصور الغدة الدرقية.
- اضطرابات المناعة الذاتية.
- مرض لايم.
يحتاج الطبيب عادًة إلى استبعاد هذه الحالات قبل تشخيص الألم العضلي الليفي من خلال إجراء العديد من الفحوصات مثل فحوصات الدم.
لا توجد اختبارات معملية لهذه الحالة، وهذا أيضًا يمكن أن يؤدي إلى تأخير التشخيص أو التشخيص الخاطئ.
إلا أن الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم وضعت ثلاثة معايير لتشخيص الألم العضلي الليفي وهي:
- الألم والأعراض التي حدثت على مدار الأسبوع السابق، بالإضافة إلى مستويات التعب، أو النوم غير الجيد، أو المشاكل الإدراكية.
- الأعراض التي تستمر على الأقل لمدة 3 أشهر.
- عدم وجود حالة صحية أخرى من شأنها أن تفسر الأعراض.
علاج الألم العضلي الليفي
لا يوجد حتى الآن علاج محدد لمتلازمة الآلام العضلية، لذا يتركز الحل على تقليل شدة الأعراض وتحسين الأداء في الأنشطة اليومية العادية.
يشمل العلاج المناسب للفيبروميالجيا بشكلٍ عام برنامجًا متكاملًا يتضمن العلاج الدوائي، والعلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، والعلاجات البديلة، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي ملائم، مما يسهم في تحقيق أفضل النتائج لتخفيف أعراض الهجمات.
وفيما يلي نوضح أهم العلاجات المستخدمة في هذه الحالة:
العلاج الدوائي
ومن أهم الأمثلة على العلاجات الدوائية ما يلي:
- مسكنات الألم، خصوصًا مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأيبوبروفين والنابروكسين، يمكن لهذه الأدوية أن تخفض مستويات الألم وتقلل من الانزعاج، وقد تساعد أيضًا على النوم بشكل أفضل.
- دواء البريجابالين (Pregabalin)، الذي يُعتبر أول دواء مُعتمد لتخفيف الألم وتحسين الأداء الوظيفي لدى مرضى الفيبروميالجيا.
- مرخيات العضلات ومضادات التشنج وعادًة ما تستخدم لفترات قصيرة.
- مضادات الاكتئاب التي تساعد في تحسين نوعية الألم وتقليل حدته وتعزيز الصحة العامة من الأمثلة عليها دولوكستين (Duloxetine).
العلاج الطبيعي
حيثُ يتم تعليم المريض تقنيات وتمارين معينة تحسِّن القوة والمرونة والتحمُّل، كما قد يتم استخدام علاجات غير جراحية لتقليل الألم والسيطرة عليه ومنها:
- التدليك العميق للأنسجة.
- التمارين الهوائية المائية.
- تمارين تخفيف الألم.
- تمارين الإطالة.
- التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد.
العلاج السلوكي المعرفي
يمكن أن تكون العلاجات السلوكية المعرفية فعالة في تغيير الطريقة التي تفكر بها بشأن الألم، خاصةً عندما يتم دمجها مع أساليب علاجية أخرى. يمكن أن يُمارس هذا النوع من العلاج بشكل فردي أو في مجموعات تحت إشراف أخصائي نفسي.
الحمية الغذائية
لا توجد أطعمة محددة يُنصح بتناولها أو تجنبها بشكل خاص لمرضى الألم العضلي الليفي، ولكن يُفضل اتباع نظام غذائي متوازن يشمل:
- تناول الفواكه والخضروات.
- تناول الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
- التقليل من الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين.
- اختيار البروتينات الخالية من الدهون.
- شرب كميات وفيرة من الماء.
- تقليل تناول السكر في النظام الغذائي.
- تجنب المأكولات التي تحتوي على إضافات مثل الأسبارتام والجلوتامات أحادية الصوديوم.
المراجع:
- Fibromyalgia. (2024, July 16). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4832-fibromyalgia
- Morgan, K. K. (2024, February 16). What is fibromyalgia? WebMD. https://www.webmd.com/fibromyalgia/what-is-fibromyalgia#1-2
- Felman, A. (2024, May 1). Everything you need to know about fibromyalgia. https://www.medicalnewstoday.com/articles/147083#summary
- Bruce, D. F., PhD. (2024, September 4). Fibromyalgia and physical therapy. WebMD. https://www.webmd.com/fibromyalgia/fibromyalgia-and-physical-therapy#1-2