الإصبع الزنادي

ما هو الإصبع الزنادي؟

الإصبع الزنادي، هو حالة طبية شائعة تصيب الأوتار المسؤولة عن حركة الأصابع، حيث تُسبب هذه الحالة انقباضًا أو تقييدًا في حركة الإصبع، مما يؤدي إلى صعوبة في فرده أو ثنيه بشكل طبيعي، وهذا بدوره يؤدي إلى ألم وعدم ارتياح، ويؤثر بشكل كبير على الأنشطة اليومية. 

في هذا المقال، يوضح  الدكتور يوسف سرحان  استشاري الطب الطبيعي والتأهيل واستشاري جراحة العظام والمفاصل أهم المعلومات حول الإصبع الزنادي، أسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه.

ما هو الإصبع الزنادي؟

الإصبع الزنادي، المعروف أيضًا باسم (Trigger Finger)، هو اضطراب يحدث عندما يتعرض أحد أصابع اليد لعدم القدرة على الانزلاق بسلاسة خلال الحركة. 

تتسبب هذه الحالة في تشنج الأوتار التي تتحكم في حركة الأصابع، مما يؤدي إلى صعوبة في تمديد أو ثني الإصبع بشكل طبيعي. 

تحدث هذه المشكلة بسبب التهاب في الأوتار أو التضيق في القناة التي تمر من خلالها، مما يجعل الإصبع يعلق أو ينحشر في وضع معين، وقد يتسبب في “قفز” الإصبع أو إصدار صوت نقر عند محاولة تحريكه. 

لذلك قد يصاحب هذه الحالة ألم وتيبس في الإصبع، مما يؤثر على القدرة على أداء الأنشطة اليومية البسيطة.

اقرأ أيضًا: الرنين المغناطيسي العلاجي

أسباب الإصابة بـ الإصبع الزنادي

الإصبع الزنادي، قد يحدث بسبب عدة أسباب تؤدي إلى التهاب الأوتار وتضييق القناة التي تمر خلالها، من أبرز هذه الأسباب:

الإصابات أو الصدمات

قد تؤدي الإصابات المباشرة أو الصدمات التي تصيب الأصابع، مثل ضربات قوية أو حوادث، إلى تلف الأنسجة المحيطة بالأوتار. 

هذا التلف يمكن أن يسبب التهاب الأوتار أو تغيير في هيكل القناة التي تمر من خلالها، ونتيجة لهذا التغيير، تصبح حركة الأوتار محدودة أو مضطربة، مما يزيد من احتمالية تطور حالة الإصبع الزنادي.

حالات مرضية مزمنة

الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الصحية قد يكونون أكثر عرضة لتطور الإصبع الزنادي. تشمل هذه الحالات:

  • النقرس.
  • مرض السكري.
  • هشاشة العظام.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي.

العوامل الوراثية

قد يكون لدى بعض الأشخاص عامل وراثي يجعلهم أكثر عرضة لتطور هذه الحالة.

الأنشطة المتكررة والمجهدة

الأنشطة التي تتطلب حركات متكررة للأصابع، مثل الكتابة أو استخدام الأدوات بشكل مكثف، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالإصبع الزنادي.

أعراض تدل على الإصابة بـ الإصبع الزنادي

تشمل الأعراض التي تشير إلى الإصابة بالإصبع الزنادي ما يلي:

  • صعوبة في تحريك الإصبع: يجد المصاب صعوبة في تمديد الإصبع أو ثنيه بشكل طبيعي، وقد يتسبب ذلك في الشعور بتوقف مؤقت أو “انغلاق” أثناء الحركة.
  • ألم في قاعدة الإصبع: يشعر المصاب بألم في قاعدة الإصبع المتأثر، خاصة عند الضغط عليه أو عند محاولة تحريكه.
  • انتفاخ أو ظهور كتلة: قد يظهر انتفاخ أو كتلة صغيرة تحت الجلد في قاعدة الإصبع، ناتجة عن تضخم الوتر أو الغمد المحيط به.
  • صدور صوت طقطقة: يحدث صوت طقطقة أو “فرقعة” عند محاولة تحريك الإصبع، خاصة عند الانتقال من وضعية الانحناء إلى التمدد.
  • تصلب الإصبع: في الحالات المتقدمة، قد يصبح الإصبع متصلبًا في وضعية مثنية أو متمددة ويصعب تحريكه بدون تدخل طبي.

طرق تشخيص الإصبع الزنادي

تشخيص الإصابة بالإصبع الزنادي يتم عادة من خلال الخطوات التالية:

مراجعة التاريخ الطبي

يسأل الطبيب عن الأعراض التي يعاني منها المريض، وتوقيت ظهورها، والعوامل التي تزيد من تفاقم الحالة.

ويُجمع أيضًا تاريخًا طبيًا كاملاً، بما في ذلك وجود حالات صحية أخرى قد تزيد من خطر الإصابة بالإصبع الزنادي، مثل السكري أو التهاب المفاصل.

الفحص السريري

يقوم الطبيب بفحص اليد والأصابع المصابة، ويطلب من المريض تحريك أصابعه لفحص مدى الحركة.

وقد يلاحظ الطبيب أي علامات على “انغلاق” الإصبع أو صعوبة في الحركة، وقد يتحسس وجود كتلة أو تورم في قاعدة الإصبع.

اختبار الحركة

يطلب الطبيب من المريض تحريك إصبعه المتأثر بشكل نشط، مما يساعد في تحديد مدى صعوبة الحركة، ويكشف عن وجود أي طقطقة أو صوت فرقعة.

التصوير بالأشعة السينية في بعض الحالات

على الرغم من أن التصوير بالأشعة السينية غير ضروري لتشخيص الإصبع الزنادي، فقد يُطلب في بعض الحالات لاستبعاد وجود حالات أخرى مثل كسر العظام أو التهاب المفاصل.

كيف يتم علاج الإصبع الزنادي؟

يمكن علاج الإصبع الزنادي باستخدام عدة طرق، تختلف بناءً على شدة الحالة. 

إليك بعض العلاجات الممكنة:

الراحة وتجنب الأنشطة المسببة لهذه الحالة

يوصى بتجنب الأنشطة التي تضع ضغطًا إضافيًا على الأوتار المصابة، بالإضافة إلى أخذ فترات راحة من الأعمال أو الهوايات التي قد ساهمت في تطور حالة الإصبع الزنادي.

ارتداء الجبيرة

تُستخدم الجبائر لتثبيت الإصبع المصاب في وضع مستقيم، مما يمنع انغلاقه المفاجئ ويسمح للوتر المصاب بالشفاء بشكل أفضل. 

عادةً ما يتم ارتداء الجبيرة ليلاً، وقد تمتد فترة استخدامها لعدة أسابيع حسب شدة الحالة، حيث تساعد في تقليل الالتهاب ومنع تكرار الحركة التي تؤدي إلى انغلاق الإصبع.

العلاجات الدوائية

يمكن تناول الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين لتقليل الألم والتورم.

أو قد يتم حقن الكورتيزون لتقليل الالتهاب حول الوتر المصاب، حيث أنه قد يكون فعالًا في تحسين الحركة وتخفيف الأعراض.

العلاج الطبيعي للتخفيف من أعراض الإصبع الزنادي

العلاج الطبيعي هو جزء أساسي من خطة العلاج للإصبع الزنادي، ويهدف إلى استعادة وظيفة الإصبع وتقليل الألم والمساعدة في العودة إلى الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.

وقد يشمل العلاج:

  • تمارين اليد: تُستخدم تمارين اليد لتقوية العضلات المحيطة بالوتر المصاب وتحسين مرونته. 

وتشمل هذه التمارين تمارين التمدد والضغط والإطالة، التي تهدف إلى تحسين نطاق الحركة وتقليل التصلب في الإصبع، وقد يتضمن العلاج أيضاً تمارين لتقوية عضلات اليد بأكملها لدعم إصبع الزنادي ومنع عودته.

  • العلاج بالحرارة: يتم استخدام الحرارة لتخفيف الألم والتورم في منطقة الوتر الملتهب. تساعد الحرارة في توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم إلى المنطقة، مما يعزز الشفاء ويساهم في استرخاء العضلات المحيطة بالوتر. 

تُستخدم الكمادات الدافئة أو الحمامات الدافئة كجزء من العلاج لتحسين الراحة وتقليل الأعراض.

  • تقنيات أخرى: قد يتضمن العلاج الطبيعي أيضاً استخدام أساليب مثل التدليك اللطيف لتحسين تدفق الدم وتقليل التوتر في الأنسجة، واستخدام دعامات أو جبائر لدعم الإصبع وتقييد حركته في حالات معينة.

الإجراءات الجراحية

تتضمن ما يلي:

عملية تحرير الوتر

عندما لا تؤدي العلاجات غير الجراحية إلى تحسن في حالة الإصبع الزنادي، قد يُوصى بإجراء عملية جراحية تُعرف بتحرير الوتر. 

خلال هذه العملية، يقوم الجراح بإحداث شق في الغمد المحيط بالوتر المصاب، مما يسمح للوتر المحاصر بالتحرك بحرية دون إعاقة. 

هذا الإجراء يهدف إلى إزالة العوائق التي تمنع حركة الإصبع الطبيعية ويُساعد في تخفيف الأعراض واستعادة وظيفة الإصبع.

عملية المنظار لعلاج الإصبع الزنادي

تُعتبر الجراحة بالمنظار طريقة دقيقة لعلاج إصبع الزنادي، حيث أنه يُجرى شق صغير بالقرب من المنطقة المصابة لإدخال المنظار والوصول إلى غمد الوتر وإطلاقه ليتحرك بحرية.

الجراحة المفتوحة

في الجراحة المفتوحة، يتم الوصول مباشرة إلى الوتر المتضرر لتحريره، ويعد هذا الإجراء فعال وله نسب نجاح عالية.

إعادة التأهيل بعد الجراحة

بعد الجراحة، يتضمن العلاج الطبيعي تمارين متخصصة تهدف إلى استعادة الحركة الطبيعية وتقوية العضلات المحيطة، بالإضافة إلى تقنيات لتحسين مرونة الأوتار.

اقرأ أيضًا: علاج الألم بالموجات الصادمة

المصادر:

  1. Professional, C. C. M. (n.d.-d). Trigger finger. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/7080-trigger-finger
  2. Trigger finger – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, December 3). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/trigger-finger/symptoms-causes/syc
  3. Trigger Finger – Trigger Thumb – OrthoInfo – AAOS. (n.d.). https://orthoinfo.aaos.org/en/diseases–conditions/trigger-finger

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *