يُعتبر التهاب العصب الزندي من الحالات الطبية التي قد تسبب عدم راحة وألمًا ملحوظًا في الذراع واليد، فالعصب الزندي هو أحد الأعصاب الرئيسية في الذراع، ويشمل مجموعة من الوظائف المهمة مثل التحكم في بعض عضلات اليد والإحساس في الأصابع، وعند تعرضه للالتهاب، يمكن أن تتأثر الوظائف الحركية والحسية بشكل كبير.
في هذا المقال، يذكر الدكتور يوسف سرحان استشاري الطب الطبيعي والتأهيل واستشاري جراحة العظام والمفاصل أهم المعلومات حول التهاب العصب الزندي.
ما هو التهاب العصب الزندي؟
العصب الزندي هو عصب يمتد من الرقبة عبر الذراع إلى اليد، ويعبر بالقرب من سطح الجلد عند منطقة الكوع، ولكن في حال التهاب العصب الزندي والذي يعد حالة طبية تحدث عندما يتعرض العصب الزندي للتهيج أو الضغط، قد يشعر المريض بأعراض مزعجة، مثل: الألم، والتنميل، والضعف في اليد والأصابع.
أسباب التهاب العصب الزندي
تشمل أسباب التهاب العصب الزندي ما يلي:
الضغط المتواصل على العصب
مثل وضع الكوع على سطح صلب لفترات طويلة، مما يسبب ضغطًا على العصب عند منطقة الكوع.
إصابات الكوع
الإصابات المباشرة في منطقة الكوع، مثل الكدمات أو الكسور، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على العصب الزندي.
فعندما يتعرض الكوع لضربة قوية أو صدمة، قد يتعرض العصب الزندي في هذه المنطقة للضغط أو التمدد.
التهاب المفاصل
يمكن أن تؤدي حالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو التهاب المفاصل الناتج عن التآكل على الضغط على العصب الزندي في منطقة المرفق.
التشوهات الهيكلية
النتوءات العظمية أو التكلسات في منطقة المرفق قد تضغط على العصب الزندي وتؤدي إلى الالتهاب.
الاحتكاك أو الحركة المتكررة
الحركات المتكررة التي تشمل الكوع، مثل الأنشطة الرياضية أو الأعمال التي تتطلب استخدامًا متكررًا للكوع، يمكن أن تؤدي إلى تهيج العصب الزندي.
فتكرار هذه الحركات قد يسبب التهابًا وتهيجًا في الأنسجة المحيطة بالعصب، مما يضغط عليه ويؤدي إلى ظهور أعراض مثل الألم والتنميل في اليد.
الضغط أثناء النوم
النوم بوضعية غير مريحة، حيث يكون اليد أو الذراع مضغوطين على سطح صلب أو في وضع غير طبيعي، يمكن أن يسبب ضغطًا على العصب الزندي.
هذا الضغط يمكن أن يؤدي إلى تهيج العصب ويؤثر على تدفق الدم إليه، مما يتسبب في ظهور أعراض مثل الخدر والألم في اليد والأصابع.
الأمراض المزمنة
تزيد بعض الحالات الصحية من خطر الإصابة بالتهاب العصب الزندي، مثل:
- التهاب مفاصل المرفق.
- ظهور نتوءات العظام.
- ظهور أكياس بالقرب من مفصل المرفق.
- خلع سابق في المرفق.
- كسور سابقة في الكوع.
- تورم مفصل المرفق.
ما هي أعراض التهاب العصب الزندي؟
قد تشمل الأعراض ما يلي:
- ألم حاد أو مزعج يمتد من الكوع إلى الذراع، وقد يزداد الألم عند الضغط على المنطقة أو عند القيام بحركات محددة.
- تنميل وخدر في اليد والأصابع، بالإضافة إلى الشعور بعدم الراحة أو فقدان الإحساس في هذه الأصابع.
- ضعف في قوة اليد، مما يجعل من الصعب القبض على الأشياء أو أداء المهام الدقيقة.
- الشعور بوخز يشبه الدبابيس والإبر في اليد والأصابع.
- صعوبة في تحريك الأصابع بشكل طبيعي.
- تغيرات في لون الجلد في المنطقة المتضررة، مثل احمرار أو تورم.
اقرأ أيضًا: الإصبع الزنادي
طرق تشخيص التهاب العصب الزندي
تشخيص التهاب العصب الزندي يشمل عدة طرق ووسائل طبية لتحديد الحالة بدقة، فيما يلي أبرز طرق التشخيص:
مراجعة التاريخ الطبي وإجراء الفحص السريري
يبدأ التشخيص بمراجعة التاريخ الطبي للمريض ومناقشة الأعراض التي يعاني منها، بالإضافة إلى أن الطبيب يقوم بإجراء فحص بدني لتقييم قوة اليد والأصابع، والبحث عن علامات التنميل أو الخدر.
التصوير بالأشعة السينية
قد يتم استخدام الأشعة السينية لاستبعاد الأسباب الأخرى لآلام الكوع، مثل الكسور أو التغيرات الهيكلية في العظام.
التصوير بالرنين المغناطيسي
يُستخدم لتصوير الأنسجة الرخوة والأعصاب، فهذا يمكن أن يساعد في تحديد مدى الضغط على العصب الزندي ومراقبة أي تلف عصبي.
التصوير بالموجات فوق الصوتية
يُستخدم لتصوير العصب الزندي والأنسجة المحيطة به، ويمكن أن يظهر التورم أو أي مشاكل في العصب.
تخطيط العضلات
يُستخدم لتقييم النشاط الكهربائي في العضلات، ويمكن أن يكشف عن أي مشاكل في العلاقة بين الأعصاب والعضلات، مما يساعد في تحديد سبب الأعراض.
كيف يتم علاج التهاب العصب الزندي؟
علاج التهاب العصب الزندي يعتمد على شدة الحالة والأسباب الكامنة وراءها، وتشمل الخيارات العلاجية ما يلي:
الإجراءات غير الجراحية
- الراحة وتجنب الأنشطة المجهدة: يساعد تجنب الأنشطة التي تزيد من الضغط على العصب الزندي على تقليل الالتهاب وتعزيز عملية التعافي.
- تعديل الوضعيات: تحسين وضعيات اليد والذراع أثناء النوم والعمل يمكن أن يقلل الضغط على العصب، ويمكن أيضًا استخدام دعامات للمعصم أو الكوع لتثبيت اليد في وضع مريح.
- الأدوية: يمكن استخدام مسكنات الألم والمضادات الالتهابية غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين لتخفيف الألم والالتهاب.
- الكمادات الباردة أو الساخنة: يمكن أن تساعد الكمادات الباردة في تقليل التورم والألم، بينما قد تخفف الكمادات الساخنة من التوتر العضلي.
- حقن الكورتيزون: في الحالات الأكثر شدة، قد يوصي الطبيب باستخدام حقن الكورتيزون لتقليل الالتهاب وتخفيف الأعراض، هذه الحقن تستهدف المناطق المتأثرة مباشرةً لتقليل الالتهاب وتخفيف الألم.
العلاج الطبيعي
يركز العلاج الطبيعي على مجموعة من التمارين والتقنيات المصممة لتحسين حالة العصب الزندي، وتقليل الأعراض الناتجة عن التهاب العصب.
وتتضمن تمارين العلاج الطبيعي ما يلي:
تمارين تقوية العضلات
يتم تصميم تمارين خاصة لتقوية عضلات الذراع واليد، مثل تمارين رفع الأثقال الخفيفة أو استخدام أشرطة المقاومة.
تهدف هذه التمارين إلى تعزيز قوة العضلات المحيطة بالعصب الزندي، مما يساعد في تقليل الضغط عليه وتخفيف الأعراض.
تمارين لتحسين مرونة المفاصل
يشمل العلاج تمارين لزيادة مرونة الكوع والمعصم، مثل تمارين التمدد بلطف وتحريك المفاصل في نطاق حركتها الكامل، هذا بدوره يقلل من التوتر والضغط على العصب الزندي.
تقنيات التمدد
يتم استخدام تقنيات التمدد التي تستهدف العضلات المحيطة بالعصب الزندي لتخفيف الشد والتوتر.
التدليك والعلاج اليدوي
قد يستخدم المعالجون تقنيات التدليك والعلاج اليدوي لتحسين الدورة الدموية في منطقة الذراع واليد، مما يساعد في تخفيف الألم وزيادة التروية الدموية إلى العصب المتضرر.
إعطاء تعليمات خاصة بالنشاطات اليومية
يمكن أن يوفر المعالجون توجيهات حول كيفية تجنب الأنشطة التي قد تزيد من الضغط على العصب الزندي، مثل وضعية النوم أو الحركات المتكررة التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
الجراحة
إذا لم تنجح العلاجات غير الجراحية في تخفيف الأعراض أو إذا كان هناك ضغط شديد على العصب، فقد يكون العلاج الجراحي ضروريًا.
وقد تشمل الإجراءات الجراحية ما يلي:
تحرير العصب الزندي
يتم في هذه العملية إزالة أو تعديل الأنسجة أو الهياكل التي تضغط على العصب الزندي. هذا يمكن أن يتضمن إزالة الأنسجة المحيطة التي قد تكون تسببت في الضغط، أو إجراء عملية لتحرير العصب من الضغط المتواصل الذي يتعرض له.
استئصال الأنسجة المسببة للضغط
في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إزالة الأنسجة التي تسببت في الضغط على العصب. يشمل ذلك استئصال الأنسجة المتندبة أو الأنسجة الزائدة التي قد تكون قد تكونت بسبب إصابة سابقة أو التهاب مزمن.
جراحة تعديل الكوع
بعض الحالات، يمكن أن يكون من الضروري تعديل وضعية الكوع أو إجراء تعديلات هيكلية لتحسين توزيع الضغط وتقليل الضغط على العصب الزندي.
إصلاح الأعصاب
إذا كان هناك تلف عصبي كبير، قد يكون من الضروري إجراء عمليات لإصلاح الأنسجة العصبية المتضررة، وهذا يمكن أن يشمل إعادة توصيل الأنسجة العصبية.
اقرأ أيضًا: ما هو تقلص دوبتريون؟
المصادر:
- WhattoExpect. (2022, June 7). What you can do to treat melasma when you’re pregnant. What to Expect. https://www.whattoexpect.com/pregnancy/pregnancy-health/what-to-do-about-melasma/
Cubital Tunnel Syndrome. (2024a, April 26). Johns Hopkins Medicine. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/cubital-tunnel-syndrome