تقلص دوبتريون عبارة عن حالة طبية تؤثر على اليدين، تتميز بتقلص تدريجي للأنسجة تحت الجلد في راحة اليد والأصابع، مما يؤدي إلى انحناء الأصابع نحو راحة اليد.
بالإضافة إلى أنه يعتبر من الاضطرابات التي تتطور ببطء على مدى سنوات، ولكن قد يتسبب في صعوبة الحركة والتعامل مع الأشياء اليومية، مما يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة.
في هذا المقال، يتناول الدكتور يوسف سرحان استشاري الطب الطبيعي والتأهيل واستشاري جراحة العظام والمفاصل تفاصيل مرض تقلص دوبتريون، أسبابه، أعراضه، وكيفية التعامل معه وعلاجه.
ما هو تقلص دوبتريون؟
يظهر تقلص دوبتريون غالباً في اليدين، ويؤثر على البنية الطبيعية للجلد والأوتار، مما يحد من نطاق الحركة ويصعب أداء الأنشطة اليومية.
تتسبب هذه الحالة في تكوين أكياس ليفية والتي تؤدي إلى تقلص الأربطة والأوتار، مما يسبب انحناء الأصابع نحو راحة اليد.
وتعتبر حالة تقلص دوبتريون غير مؤلمة عادةً في المراحل المبكرة، ولكنها قد تؤدي إلى صعوبة في حركة الأصابع واستخدام اليد بفعالية مع تقدم المرض.
أسباب تؤدي للإصابة بـ تقلص دوبتريون
على الرغم من أن الأسباب الدقيقة لتقلص دوبتريون لا تزال غير مفهومة تمامًا، فإن هذه العوامل قد تسهم في زيادة احتمالية الإصابة وتطور المرض، وتشمل:
العوامل الوراثية
تلعب الجينات دورًا في تطور تقلص دوبتريون، حيث تزداد احتمالية الإصابة إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من نفس الحالة، وهذا يشير إلى وجود استعداد وراثي لتطور المرض.
العمر
يُلاحظ أن تقلص دوبتريون يظهر بشكل أكثر شيوعًا في الأشخاص فوق سن الأربعين، حيث تزداد احتمالية تطور الحالة مع التقدم في العمر.
الجنس
تكون الحالة أكثر شيوعًا بين الرجال مقارنة بالنساء، حيث يتأثر الرجال بشكل أكبر بالمرض.
الحالات الصحية الأخرى
تؤدي بعض الحالات المرضية للإصابة بتقلص دوبتريون، مثل:
- الأمراض الالتهابية، مثل التهاب المفاصل.
- أمراض الأوعية الدموية.
- مرض السكري.
- مرض الصرع.
اقرأ أيضًا: أسباب ألم الكوع
أعراض تقلص دوبتريون
قد لا يلاحظ المريض في البداية أي أعراض، حيث أن تقلص دوبتريون قد يستغرق شهورًا أو حتى سنوات ليظهر بشكل واضح، ولكن عادةً ما تتطور الأعراض بشكل متدرج كما يلي:
تراكم العقيدات
قد تظهر عقيدات صلبة أو كتل صغيرة تحت الجلد في راحة اليد، غالبًا في منطقة الأصابع، خاصة على طول الأوتار.
تشكل الحبال
مع مرور الوقت، يمكن أن تتطور العقيدات لتصبح حبالًا طويلة من الأنسجة الليفية، هذه الحبال قد تسحب الأصابع نحو راحة اليد، مما يسبب شعورًا دائمًا بالانجذاب نحو الداخل.
انحناء الأصابع
تزداد حدة الحالة مع مرور الوقت، حيث تبدأ الأصابع بالانحناء نحو راحة اليد، مما يتسبب في صعوبة فرد الأصابع بالكامل.
تقييد الحركة
قد يشعر المصاب بصعوبة في فتح يديه أو فرد أصابعه، مما يؤثر على القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
ألم وعدم راحة
قد يصاحب الحالة شعور بالألم أو عدم الراحة في اليد والأصابع، خاصة عند محاولة فرد الأصابع أو عند الضغط على العقيدات، بالإضافة إلى أن البعض قد يشعر بألم عند اللمس.
تغيرات في الجلد
قد يصبح الجلد في راحة اليد أكثر سمكًا وصلابة، وقد يظهر عليه تغييرات في الملمس.
تفاقم أعراض تقلص دوبتريون
في الحالات المتقدمة، يمكن أن تنتشر الأعراض إلى الأصابع الأخرى أو حتى إلى اليد الأخرى، مما يزيد من تعقيد الحالة ويؤثر على جودة الحياة.
وقد تظهر أعراض أخرى، مثل:
- ظهور علامات التهاب في اليد.
- تورم الأنسجة حول المنطقة المصابة.
- تحول الجلد إلى اللون الأحمر في المنطقة المصابة.
- الإحساس بالحكة في المنطقة المحيطة بالعقيدات.
كيف يتم علاج تقلص دوبتريون؟
في بعض الحالات، يمكن أن تكون العلاجات المبكرة فعالة بما يكفي لتخفيف الأعراض، مما يعني أن المريض قد لا يحتاج إلى خيارات علاج إضافية في المستقبل.
لذلك غالبًا ما يبدأ الطبيب علاج تقلص دوبويترين وفقًا لدرجة الأعراض وشدتها، حيث أنه نظراً لأن هذا المرض يتطور بشكل تدريجي، فقد يستغرق الأمر عدة أشهر أو حتى سنوات قبل أن يتطلب المريض تدخلات علاجية أكثر تقدماً.
وبشكل عام تشمل الخيارات العلاجية:
التمارين والعلاج الطبيعي
التمارين والعلاج الطبيعي يلعبان دورًا مهمًا في إدارة تقلص دوبويترين، خصوصًا في المراحل المبكرة أو كعلاج مكمل للتدخلات الأخرى.
يتضمن العلاج الطبيعي مجموعة من التمارين التي تركز على تعزيز مرونة الأصابع والحفاظ على حركة المفاصل. يهدف هذا العلاج إلى تحقيق الأهداف التالية:
- تحسين مرونة الأصابع وزيادة مدى حركة الأصابع وتقليل التصلب، مما يسمح للمريض بالحفاظ على وظيفة اليد بشكل أفضل.
- بعض التمارين يمكن أن تساعد في تخفيف الألم المرتبط بتقلص دوبويترين عن طريق تقليل الضغط على الأنسجة المحيطة.
- تقوية العضلات المحيطة بالأصابع قد تساهم في دعم الأصابع وتحسين قدرتها على الحركة بشكل طبيعي.
- تحسين وظيفة اليد من خلال ممارسة التمارين بانتظام لأداء الأنشطة اليومية بشكل أكثر فعالية.
ارتداء الدعامة أو الجبيرة
تُستخدم الجبيرة كوسيلة لدعم الأصابع ومنع التقلصات من التفاقم، ويتم تصميمها بحيث تغطي الأصابع وتساعد في تمديدها بلطف، مما يقلل من تأثير التقلصات ويساهم في تحسين حركة المفاصل.
يمكن أن تكون الجبائر مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الفرد بناءً على شدة التقلصات ومدى التأثير على الحركة، وتشمل الخيارات أنواعًا مختلفة مثل الجبائر الثابتة أو القابلة للتعديل، حسب الحالة.
حقن الكورتيزون للتخفيف من أعراض تقلص دوبتريون
قد يُستخدم حقن الكورتيزون لتقليل الالتهاب والألم في الحالات التي تكون فيها الأعراض أكثر حدة.
حقن إبرة بضع الصفاق
تُستخدم إبرة بضع الصفاق لتخفيف التقلصات والعقيدات الناتجة عن تقلص دوبويترين، ويُهدف هذا الإجراء إلى تقليل التوتر في الأنسجة المتضررة.
حقن الكولاجيناز
يهدف حقن الكولاجيناز إلى تحليل الألياف الصلبة التي تُسبب العقيدات والحبال في حالة تقلص دوبويترين، مما يساعد في تخفيف التقلصات، وتقليل الأعراض وتحسين مرونة الأصابع، وهذا بدوره يُعزز من جودة حياة المصاب.
الجراحة للتخلص من تقلص دوبتريون
الجراحة تهدف إلى استعادة الحركة الطبيعية للأصابع عن طريق إزالة الأنسجة المتضررة التي تُسبب تقلص الأصابع، حيث أنه يُركز الإجراء على تحرير الأصابع من الحبال والألياف التي تسببت في الانكماش والانحناء.
ويجدر بالذكر أن الجراحة تعد خيارًا مهمًا عندما تكون العلاجات غير الجراحية غير كافية لتحسين الحالة، وتُساعد في التخفيف الدائم للأعراض وتحسين جودة حياة المرضى.
اقرأ أيضًا: أسباب ألم الورك عند النساء
المصادر:
- Professional, C. C. M. (n.d.-d). Dupuytren contracture. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/16941-dupuytrens-contracture
- Dupuytren contracture – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2023, September 28). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/dupuytrens-contracture/symptoms-causes/syc-20371943
- Dupuytren’s Disease – Dupuytren’s contracture – OrthoInfo – AAOS. (n.d.). https://orthoinfo.aaos.org/en/diseases–conditions/dupuytrens-disease/